القاتل الصامت، الاسم الآخر لارتفاع ضغط الدم؛ وذلك لأنه لا يوحي بأية عوارض مميزة، ويمكن أن تصاب به لسنوات دون أن تعلم، فحوالي 90% من حالات الإصابة تكون دون سبب واضح؛ ويقتحم هذا المرض حياة ضحاياه دون سابق إنذار ويتم اكتشاف الإصابة به صدفة في أغلب الأحيان، وهو يصيب واحد من بين كل خمسة بالغين. وتزداد حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع ازدياد وطأة الحياة، لا سيما مع حياتنا العصرية التي لا تكاد تخلو من القلق والتوتر وقلة النشاط البدني وأنماط الحياة غير الصحية؛ ابتداء من الازدحام السكاني ومشاكل النقل إلى سوء التغذية وتلوث البيئة..، فما ضغط الدم؟ ومتى لا يعتبر طبيعيا؟ وما مدى خطورة الإصابة به؟
أسباب ارتفاع ضغط الدم
إن 5% من حالات ارتفاع ضغط الدم تكون لأسباب ثانوية ناتجة عن الكلى، وغدد الصماء، وبعض الأدوية، ولكن كما أسلفنا، فإن 95% تقريبا من حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم الأساسي تكون غير معروفة السبب، إلا أن هناك بعض العوامل التي تسهم بزيادة احتمالية الإصابة به منها:
1- عوامل وراثية: حيث ثبت أن العائلات التي يكون فيها أحد الوالدين مصابا بارتفاع ضغط الدم، يصاب طفل من بين كل أربعة أطفال بارتفاع ضغط الدم.. أما إذا كان كلا الوالدين مصابين بالضغط فان احتمالية إصابة الأبناء هي طفل من بين اثنين. (موقع sehha.com )
2- البدانة والخمول: حيث لوحظ أن الأشخاص ذوي الأوزان الزائدة معرضون للإصابة بالضغط أكثر من غيرهم، وأنهم عندما ينقصون أوزانهم تتحسن حالتهم بدرجات متفاوتة.
3- تقدم السن: حيث يزيد الضغط مع تقدم السن، وقد يكون السبب – إلى جانب أسباب أخرى – انخفاض مرونة الشرايين مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بصفة خاصة.
4- التوتر والقلق: حيث تلعب شخصية الفرد وطبيعة عمله دورا هاما في قابليته للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتزيد هذه القابلية إذا كان الشخص كثير التوتر والعصبية، وإذا كانت مهنته تتطلب منه جهدا فكريا كبيرا، أو تلقي عليه قدرا عاليا من الأعباء.
5- الإفراط في تناول ملح الطعام: فمن المعروف أن الملح موجود في أجهزة الجسم، وهو يحافظ على وجود الماء في الجسم فالإفراط في تناول الملح يؤدي إلى كبر حجم السائل الذي يجب ضخه في أنحاء الجسم، وقد لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح كاليابانيين وسكان كوريا الجنوبية ينتشر بينهم المرض أكثر من غيرهم من الشعوب.
6- الإدمان على الكحول أو التدخين: فمن الثابت أن إدمان الكحول يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم باعتباره مسببا رئيسيا لأمراض القلب والشرايين، والجلطات.
7- حبوب منع الحمل (أقراص منع الحمل المركبة): فهي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون اللذين يسببان ارتفاعا طفيفا في ضغط الدم وقد يسبب أحيانا ارتفاعا شديدًا في ضغط الدم لبعض النساء.
علاج ارتفاع ضغط الدم
قد يكون علاج ارتفاع ضغط الدم طويل الأمد، وذلك لأن العلاج بالعقاقير لا يشفي المريض وإنما يسيطر على حدة انتشار المرض، وتبدأ الخطوة الأولى للعلاج بالفحص الدوري الذي يعتبر إجراء هاما لا بد من اتباعه مرة واحدة على الأقل سنويا، لا سيما مع الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به كالذين لهم تاريخ للإصابة به في العائلة، ومن هم فوق سن الـ 35 والنساء اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل والمدخنين.. ومن النصائح التي ينصح عادة باتباعها للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم ما يلي:
- إنقاص الوزن، وتجنب الطعام الدسم والغني بالكولسترول (مثل السمنة والزيت واللحوم والبيض)، وتقليل الملح في الطعام.
- الإكثار من تناول الفواكه والخضار لزيادة نسبة البوتاسيوم الذي يساعد على خفض ضغط الدم.
- الامتناع عن التدخين.
- اتباع نمط حياة حيوي يتسم بالحركة والنشاط المستمر.
وتتم متابعة المريض بشكل دوري ومتواصل، فإذا لم يستقر ضغط دمه ولم يصل إلى المستوى المطلوب، يتم اللجوء إلى العلاج بالعقاقير إلى جانب الحمية ونمط الحياة الذي ينصح به الطبيب، وتقسم العقاقير المستعملة للسيطرة على ضغط الدم إلى خمسة أنواع رئيسية هي:
1- مدرات البول التي تعمل على مساعدة الكلية على التخلص من الصوديوم والماء وبالتالي التقليل من حجم الدم، وهي عادة أول خيار يلجأ له الطبيب لكنها ليست الخيار الوحيد.
2- محصرات البيتا (Beta Blockers) ويعمل هذا النوع من العقاقير على حصر آثار بعض المواد الكيميائية المتعلقة بالأردينالين، وتخفيض سرعة نبض القلب وقوته.
3- مثبطات أنزيم تحويل الأنجيوتنسين (ACE Inhibitors)، وتعمل هذه العقاقير على إرخاء الأوعية الدموية وذلك بإيقاف تكوين المواد الكيميائية التي تضيق هذه الأوعية.
4- ضواد الأنجيوتنسين (Angiotension II receptor blockers)، وتساعد على إرخاء الأوعية الدموية وذلك بإيقاف عمل – وليس إيقاف تكوين - المواد الكيميائية التي تضيق الأوعية.
5- ضواد الكالسيوم (Calcuim Antagonists)، وتعمل على إرخاء العضلات وجدران الأوعية الدموية.