ام الجواهر قناص
عدد الرسائل : 92 النقاط : 327 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
| موضوع: معنى الاخوة في الله السبت مايو 30, 2009 12:25 pm | |
| معنى الأخوة في الله
ما يتمناه المرء منا أن يكون له إخوة في الله، لذا يجب علينا أن نفهم أولاً معنى (الأخوة في الله)، فهي مخادعة في معانيها خاصة عند بعض الناس فليس كل الأشخاص يستطيعون تحمل مسئولياتها وواجباتها.
وليعلم الجميع بأن أكبر خطر على الأخوة في الله هي العلاقات الشخصية التي تأتي من أحد الطرفين فتفسدها.
لكل شخص منا علاقاته الشخصية والأخوية مع الناس وهذه فطرة منذ خلق الله الخلق وتختلف العلاقات من صداقة إلى أخوة في الله.
ويجب علينا أولاً أن نعرف معنى عبارة (في الله ؟). وهي أن يكون من أريد أن أتخذه أخًا لي شخصًا يحب الله ورسوله، ويعمل ملتزمًا بما تفرضه كلمة الحب لله ورسوله، أي أن تكون أقواله وأفكاره وأفعاله مصبوغة بصبغة الشرع، خالصة لله تعالى، دون أن يكون محبًّا للظهور أو مترفعًا بنفسه عن إخوانه، مُعجَبًا بها مؤثِرًا إياها.
وشروط الأخوة هي:
- أن يكون عاقلاً. - أن يكون حسن الخلق. - أن يكون غير فاسق ولا مبتدع. - أن يكون غير حريص على الدنيا.
كما يجب علينا ثانياً أن نعرف معنى كلمة (لله؟). هي أن تكون هذه الأخوة خالصة من شوائب النفس والهوى، فمن يتذكر أنه أخ في الله عند حاجته لي، وينسى ذلك عند حاجتي أنا إليه، فهو بالطبع لم يشُمّ رائحة الأخوة ولم يعرفها، وهؤلاء هم من يسيئون في كل يوم إلى الأخوة في الله، وهمهم الانتفاع بالمال أو الجاه أو مجرد الاستئناس بالمشاهدة والمجاورة. ومن أعجب بشخص لهيئته فقط، كإعجابه بصفاته الجسدية من طول أو جمال أو حركات، أو لمجرد التوافق النفسي والمزاجي بينهم فهذه ليست أخوة في الله، بقدر ما هي حاجة مستقرة في قلب من يشعر بهذا الشعور، ليس لها علاقة بالمقاييس الربانية للأخوة. والتي نحاول أن نضع أيدينا عليها من خلال التعرف على حقوق الأخوة والصحبة، وقياس مدى التزامنا بها، مع الوضع في الاعتبار أنها حقوق متبادلة، ليست لطرف دون الآخر.
حقوق الأخوة والصحبة وهي كما ذكرها أبو حمامد الغزالي رحمه الله:
- الحق الأول: في المال: وهذا يقتضي المساهمة في السراء والضراء، والمشاركة في المآل والحال. والمواساة بالمال مع الإخوة.
- الحق الثاني: في اللسان: بالسكوت مرة والنطق مرة أخرى.. أما السكوت فهو أن تسكت عن ذِكر وعمل كل ما قد يؤذيه. وأما النطق، فهو أن تتودد إليه بلسانك بما يحمله قلبك له من محبة، كما أمر عليه الصلاة والسلام: "إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره" رواه الترمذي بسند صحيح.
- الحق الثالث: العفو عن الزلات والهفوات: وهي إما تقصير معك في حقك، أو تقصير مع الله بالمعصية، ففي الأولى يجب اتخاذ العذر له كما قيل: "اتخذ لأخيك بضعًا وسبعين عذرا"، و"أسوأ إخوانك من أحوجك إلى اعتذار، أو ألجأك إلى مداراة". وأما الثانية فيجب التلطف في نصحه بما يعيده إلى حاله، ولا تكن عونًا للشيطان عليه، بشرط ألا تخاف على نفسك أن تتأثر بمعصيته وتنجرف معه فيها.
- الحق الرابع: الدعاء له: فتدعو له كما تدعو لنفسك، وقد جاء في الحديث: "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك، بمثل" رواه مسلم.
- الحق الخامس: الوفاء والإخلاص: ومعناه الثبات على المحبة؛ لأن الوفاء بالعهد من الإيمان، فلا تترفع عنه إذا رفعك الله.
- الحق السادس: التخفيف وترك التكلُّف: وذلك بألا تكلفه ما يشق عليه، وقد قال الفضيل رحمه الله: إنما تقاطع الناس بالتكلُّف، يزور أحدهم أخاه فيتكلَّف له، فيقطعه ذلك عنه. وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: أثقلُ إخواني عليَّ من يتكلف لي وأتحفَّظ منه، وأخفُّهم على قلبي من أكون معه كما أكون وحدي.
| |
|